امين التنظيم الناصري يصف حكومة هادي بـ”الفضفاضة” ويطالب باقالتها ويؤكد أن أمن تعز لن يتحسن و”الشرعية” لن تحسم المعركة واستمرار الحرب لا يخدمها
يمنات – صنعاء
كشف أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الله نعمان، عن اسباب اطالة الحرب و عدم حسمها في اليمن منذ نحو اكثر من عامين.
جاء ذلك في لقاء سياسي موسع اقامه فرع التنظيم بتعز صباح الأربعاء 12 يوليو/تموز 2017، أن اهم اسباب اطالة الحرب عدم امتلاك “الشرعية” و “التحالف” لرؤية مشتركة لاستعادة الدولة على المسار السياسي و العسكري.
و أشار الى ان فشل التحالف و الشرعية في ادارة ما سماها “المناطق المحررة” و تقديم نموذج يحتذى به، و عدم قيامها بعملية استعادة مؤسسات الدولة و استمرارها في الادارة بالأدوات الفاسدة و بطريقة عشوائية.
و قال نعمان: هذا الامر لم يمثل اي عامل لاستقطاب القوى التي لا تزال واقفة على الحياد في هذا الصراع أو القوى المتحالفة مع “الانقلابيين”.
عجز الشرعية
و لفت إلى عجز الشرعية عن توفير الخدمات و الاحتياجات بالحد الادنى للمواطنين في المناطق “المحررة” التي قال بأنها اصبحت مرتعا للقوى المسلحة و لقوى الارهاب و القوى يحركها النظام السابق، بسبب ضعف البنية الأمنية و العسكرية للشرعية في المناطق المحررة.
و أشار إلى أن الشرعية عجزت عن امتلاك ادوات فاعلة لإدارة المعركة ولإدارة مؤسسات الدولة في المناطق “المحررة”.
عدم بناء جيش وطني
و تحدث نعمان بشكل مفصل عن الاشكالية الأمنية و العسكرية التي تواجها اليوم “الشرعية” بسبب عدم بناء جيش وطني على اسس و معايير وطنية و علمية.
و لفت إلى انه كان يمكن اعداد جيش وطني مدرب و مسلح تسليحا كاملا خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر. مشيرا إلى أن ذلك كان سيوفر على التحالف استمرار الطلعات الجوية.
و قال: بعد عامين من الحرب بات لدى الشرعية اعداد كبيرة من الجيش لم تدرب و لم تؤهل و لم تبنى تشكيلاتها بشكل صحيح، حتى بعد صدور قرار دمج المقاومة بالجيش و ظل الدمج شكلي بدمج كشوفات فقط.
و أكد على ضرورة وجود برامج عملية للدمج و التأهيل و التدريب لهذه المجاميع. معتبرا إنه اذا لم يتم قيادة المعركة بوحدات عسكرية منظمة و مدربة و مزودة بسلاح كافي و بقيادة عسكرية محترفة، لن تحسم المعركة عسكريا.
و أكد أن الامكانيات يمكن توفرها من مصادر عديدة اذا ما امتلكت قوى الشرعية رؤية وإرادة. مشيرا الى امكانية حدوث ذلك على الاقل في محافظة تعز لتصبح نواة لجيش “وطني”.
و نوه إلى أن التحالف في بداية الحرب وجد نفسه مضطر للتعامل مع كيانات مسلحة موجودة على الارض. معتبرا أن ذلك كان مبررا في ذلك الوقت. غير أنه اعتبر استمرار هذا الوضع غير مقبول حاليا.
استمرار الحرب لا يخدم الشرعية
و حذر من ان استمرار الحرب بهذا الاوضاع لا يخدم الشرعية، و انه يخدم “الانقلاببين” الذين قال أنهم يعتقدون أن استمرار الحرب سيمكنهم من فرض تسوية سياسية تحقق لهم ما عجزوا عن فرضه بقوة السلاح.
و قال: استمرار الحرب يخلق رأي عام داخلي ضد الشرعية لأنها مصحوبة بالفشل في تقديم خدمات للمواطنين وعجز عن توفير الرواتب، فيصبح الناس امام خيار اما الموت جوعا او القبول بأي تسوية سياسية توقف الحرب، و هذا يخلق رأي عام بين الناس للقبول بأي تسوية سياسية.
تآكل الحاضنة الشعبية
و اكد نعمان أن ذلك يؤدي الى تآكل في الحاضنة الشعبية للشرعية. لافتا بأنه يتوجب على الشرعية ان تدرك أنها تخسر و لا تكسب شعبيا.
و قال: ارتفاع فاتورة الحرب مع استمرارها سيخلق رأي عام في دول التحالف لوقفها. مضيفا: الأخطاء التي تحدثها الغارات الجوية والعجز الذي تبديه الشرعية مع تدهور الوضع الانساني سيخلق رأي عام دولي للضغط على الشرعية لوقف الحرب والقبول بأي تسوية سياسية.
و أشار الى أن ذلك يقابل برفض و تعنت من قبل “الانقلابيين” ايضا لكل محاولات التسوية السياسية، بدأ من مؤتمر جنيف الى الكويت. مشيرا إلى أنهم يلعبون على عامل و استمرار الحرب حتى الوصول الى تسوية سياسية تحقق مطالبهم.
و أكد نعمان أن أي تسوية سياسية لا تقوم على المرجعيات، لن يؤسس لأي سلام، بل انها استراحة محارب لجولة قادمة من الحرب قد تكون اعنف من هذه.
و قال: لا يوجد لدى الشرعية و القوى السياسية المؤيدة لها أي خيار الا ان تقوم الشرعية بتعديل سياستها واداءها وان تعيد بناء مؤسسات الدولة، و ان تتواجد الرئاسة و الحكومة في عدن، و ان تعمل بشكل مؤسسي.
و أكد نعمان أن الحكومة الحالية لم تعد قادرة على ادارة الدولة وعلى تلبية احتياجات الناس. مشيرا إلى أنها اصبحت حكومة فضفاضة من 37 وزير.
حكومة فضفاضة
و قال: اذا ارادات ان تواصل معركة التحرير و استعادة الدولة فأن اول خطوة يجب ان تتم في القريب العاجل هي تشكيل حكومة مصغرة من 11 – 12 وزير تتملك رؤية واضحة و محددة لإدارة الدولة.
و لفت إلى ضرورة ان يصاحب ذلك ايضا اعادة بناء الجيش على اسس وطنية و علمية، و وجود برنامج شامل لعملية دمج كل التشكيلات العسكرية في الجيش، و تسليم كافة الاسلحة لهذه التشكيلات الى قادة الألوية العسكرية فور ترقيمها، مع برنامج واضح لإعادة التأهيل القتالي لأفراد هذه المجاميع، على أن تتولى قيادة الجبهات قيادات عسكرية محترفة.
و أشار إلى امكانية منح رتب عسكرية شرفية لمن قاتل في صف الشرعية، لا تسمح لهم بقيادة أي موقع الا اذا خاضوا دورات تدريب عسكرية.
و أكد أن المرحلة الحالية في معركة استعادة الدولة و ليست معركة اقتسام غنيمة الدولة. و طالب بضرورة التفريق بين عملية استعادة مؤسسات الدولة و بين عملية تصحيح وضعها الذي يبجب ان يأتي لاحقا لعملية الاستعادة، وان يكون التصحيح من داخل هذه المؤسسات.
و أكد على ضرورة عدم اقصاء اي احد و عدم توزيع التهم او صكوك الوطنية، و ان لا مشكلة مع أي شخص مهما كان رأيه. معتبرا أن المشكلة مع من حمل السلاح للقتال مع الانقلابين فقط.
و عبر نعمان عن أمله أن تستعيد الاحزاب السياسية دورها. داعيا الاحزاب الى ضرورة تصحيح بعض المفاهيم، و منها أن الشراكة السياسية لا تعني تقاسم المناصب و التحاصص في التعيينات.
و أكد ان الوظيفة العامة حق لكل يمني و الترقي فيها يتم عبر القانون و شروطه و ليست للتقاسم الحزبي.
و قال نعمان: الاحزاب السياسية يجب أن تعي ان دورها هو تقديم مشاريع لتحقيق اهداف المواطن، و ليس في البحث عن وظائف أو مناصب لأعضاءها.
و أكد أن الوضع الأمني في تعز لا يمكن ان يتحسن و الشوارع تعج بمئات المسلحين. داعيا الى سحب كافة المسلحين من المدينة الى معسكرات التدريب لدمجهم بالجيش او الأمن، على أن ينتشر في المدينة فقط رجال الأمن بزيهم الرسمي، و منع حمل السلاح من غير رجال الأمن و معاملة من يخالف ذلك كمتمرد.
و اشار نعمان الى ضرورة تواجد المحافظ في داخل المحافظ لإدارتها من داخلها و ليس من خارجها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا